آثار المعاصى

كما إن للذنب عقوبة و سوءة في الآخرة فإن له عقوبة و آثار أيضا" في الدنيا و منها


1- حرمان الرزق و العلم

جلس الشافعى إلى الأمام مالك يوما" فاعجب به مالك و قال له : إن الله قد قذف فى قلبك نورا" فلا تطفئه بظلمة

المعصية لكن الشافعي خالف وصية مالك يوما" فنظر إلى كعب امرأة فى طريق ذهابه إلى شيخه وكيع ابن الجراح

فنسى و تعثر حفظه .

شكوت إلى وكيع سوء حفظى فأرشدنى إلى ترك المعاصى

و أخبرنى بأن العلم نور و نور الله لا يهدى لعاصى



2- وحشة القلب
فإن الذنوب تورث القلب وحشة و حزنا و هذا لمن عمر قلبه بالإيمان إذا اقترف إثما" فإنه لا تتم له لذة المعصية بل لا

يباشرها إلا و الحزن يخالط قلبه فمن خلا قلبه من هذا الحزن فليتهم إيمانه و ليبك على موت قلبه .


3- وحشة مع الصالحين

قال أبو الدرداء: إن العبد ليخلو بمعاصى الله فيلقى الله ببغضه فى قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر .


4- تعسير الأمور

قول الله تعالى : (( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) .

و يقول النبى صلى الله عليه و سلم : ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) .


5- حرمان الطاعة

يقول سفيان الثورى : حُرمت قيام الليل أربعة أشهر بذنب و ابن سيرين يُعير رجلا" بالفقر فيُحبس فى دين و مكحول

يُعير آخر بالرياء فى البكاء فيُحرم البكاء من خشية الله سنة .


6- المعاصى تزرع المعاصى

فالرجل إذا عمل المعصية ابتدره الشيطان و ابتعد عنه الملك فلا يدله الشيطان إلا على شر و معصية و إثم و مهلكة

يقول سهل بن عاصم : عقوبة الذنب الذنب .

7- موت القلب

يقول محمد بن واسع : الذنب على الذنب يميت القلب .

و من علامات موت القلب : الفرح بالذنب و المجاهرة به و البشاشة للقاء أهل المعاصي و الانقباض لرؤية أهل الطاعة

و الإصرار على الذنب دون التعجيل بالتوبة و عدم الحزن على فوات الطاعة و عدم إنكار المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب .


8- هوان حق الله على العبد

فالذنب يجرىء العبد على حدود الله فيألف قلبه العصيان و انتهاك محارم الله .


9- سوء الخاتمة

فالإنسان يموت على ما عاش عليه فمن أراد أن يموت ساجدا" فليكن اكثر أعماله السجود و من أراد أن يموت صائما"

فليكن أكثر أعماله الصيام و من أراد أن يموت ذاكرا" فليكثر من الذكر .

هذه فقط بعض آثار المعاصى عصمنا الله و إياكم منها .



اللهم حبب إلينا الإيمان و زينه فى قلوبنا و كره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان و اجعلنا من الراشدين .